le parrain
19-05-2009, 10:34 PM
http://www.9wa3d.com/sa/uploads/070fea338a.jpg
مساء آخر يأتي ببرودة ليذكرك ، ساخر يحل بك دون استئذان، السماء ترتدي معطفها الأبيض و نسمات المساء الباردة تحمل معها رذاذ المطر، لا شيء يغري بالخروج، هذا المساء ليس لك، حتى القمر توارى في خجل خلف الغيوم بانتظار مساء آخر، هذا المساء ليس لك،
تمضي على الرصيف الفارغ الخالي إلا منك و خلفك صوت حذاءك يخترق سدف الصمت، و أصوات ميازيب المياه من فوق الأسطح القريبة
تنظر في ساعتك منتصف الليل، حيث كل المدينة ترتدي الآن دثارها قرب المدافئ، و أنت هنا ، تمضي بخطى مترددة و تعود بك الذكرى لأحلامك الساخرة، و تعود لك الذكرى بألف وجه و ألف قناع و ألف قبح، هذا المساء ليس لك،
تحاول نزع الذكرى من دماغك للمرة الألف، تنزع المعطف الرمادي و تلوح به تفتح ذراعيك و تأخذ نفسا عميقا، تخرج النفس بحرارة و تعود بك الذاكرة مرغما أنت لتفاصيل مساء آخر كنت به و كان لك،
تقطع الطريق للرصيف المقابل، لا تدري لماذا، أنت لم تختر هذا الرصيف و لا ذاك المقابل، أنت لم تختر البقاء وحيدا، و لم تختر هذا المساء، ليس اختيار منك، أنت تمضي في استسلام دون أن تدري لأي مرفأ سيحملك قارب الحياة،
مرة اخرى يقتل الحزن ابتسامة، مرة أخرى تعلوا أصوات المدانين بالصمت سمفيونية موتسارت ، مرة أخرى تهزم أنت و تعود وحيدا،
تصفعك تلك الحقيقة مرة أخرى، تقرر حرق كل الكتب، و تمزيق الصفحة الأخيرة من الرواية، تلك النهاية الجميلة لا تنتمي للحقيقة،
تنتبه فجأة، الغيوم الماطرة ترتفع فجأة، تاركة صفحة السماء للصبح يغزل خيوطه ببهاء، المساء الكئيب يتوارى حاملا معه أصوات الذاكرة... تعود للبيت، تلقي جسدك على السرير، تنظر بابتسامة للرفوف و للصفحة الأخيرة من الرواية تعانق أشعة الصبح المتسللة خلال الرف الرابع، و تغمض عينيك في استسلام،
مساء آخر يأتي ببرودة ليذكرك ، ساخر يحل بك دون استئذان، السماء ترتدي معطفها الأبيض و نسمات المساء الباردة تحمل معها رذاذ المطر، لا شيء يغري بالخروج، هذا المساء ليس لك، حتى القمر توارى في خجل خلف الغيوم بانتظار مساء آخر، هذا المساء ليس لك،
تمضي على الرصيف الفارغ الخالي إلا منك و خلفك صوت حذاءك يخترق سدف الصمت، و أصوات ميازيب المياه من فوق الأسطح القريبة
تنظر في ساعتك منتصف الليل، حيث كل المدينة ترتدي الآن دثارها قرب المدافئ، و أنت هنا ، تمضي بخطى مترددة و تعود بك الذكرى لأحلامك الساخرة، و تعود لك الذكرى بألف وجه و ألف قناع و ألف قبح، هذا المساء ليس لك،
تحاول نزع الذكرى من دماغك للمرة الألف، تنزع المعطف الرمادي و تلوح به تفتح ذراعيك و تأخذ نفسا عميقا، تخرج النفس بحرارة و تعود بك الذاكرة مرغما أنت لتفاصيل مساء آخر كنت به و كان لك،
تقطع الطريق للرصيف المقابل، لا تدري لماذا، أنت لم تختر هذا الرصيف و لا ذاك المقابل، أنت لم تختر البقاء وحيدا، و لم تختر هذا المساء، ليس اختيار منك، أنت تمضي في استسلام دون أن تدري لأي مرفأ سيحملك قارب الحياة،
مرة اخرى يقتل الحزن ابتسامة، مرة أخرى تعلوا أصوات المدانين بالصمت سمفيونية موتسارت ، مرة أخرى تهزم أنت و تعود وحيدا،
تصفعك تلك الحقيقة مرة أخرى، تقرر حرق كل الكتب، و تمزيق الصفحة الأخيرة من الرواية، تلك النهاية الجميلة لا تنتمي للحقيقة،
تنتبه فجأة، الغيوم الماطرة ترتفع فجأة، تاركة صفحة السماء للصبح يغزل خيوطه ببهاء، المساء الكئيب يتوارى حاملا معه أصوات الذاكرة... تعود للبيت، تلقي جسدك على السرير، تنظر بابتسامة للرفوف و للصفحة الأخيرة من الرواية تعانق أشعة الصبح المتسللة خلال الرف الرابع، و تغمض عينيك في استسلام،