Perhaps
02-05-2007, 11:26 PM
لطالما اعتقدت بأنه يحتفظ في أذنيه بكومتين من الكتان السميك,فرغم كل ما قلته له,ورغم ضجيج المحتجين الذين ملؤوا الأفق بغتة,بعد أن تعتّقوا في صمت الإحتقان,لا زال يُصر بنفس الرتابة,ورباطة الجأش,على أن يعلك لنا نفس الخطاب,كما لو أننا جميعا تقاطرنا إلى حيث هو لا لنقول بل لنستمع!
لقد حاولت أن أتفرسه هذه المرة,وهو يلقي خطابه المحنط,بحماسه المعتاد,غير عابئ بالحشود الساخطة,التي اقتحمت الأرجاء,وهي تهتف بشيء لا يسمعه,ولشدما ارتعت حين وقع بصري على جانبي وجهه,لقد كان الرجل بلا آذان على الإطلاق!,كل ما هناك هو بروز صغير,مسطح ومصمت,ويبدو كما لو أنه أُعد بعناية فائقة كي لا يرْشُح منه شيء أبدا,وإن طال طرقه له!
هنالك ابتعدت مرعوبا,وأنا أتحسس أذنيَّ,ولم يُطمئني سوى همسات ذلك الشيخ الذي جاء على عكازه ليحتج,لقد أسر إلي بأنه كان لذلك الرجل آذان في سالف الزمن,ولكنها ضمرت شيئا فشيئا,حين حكَم أهلَه وحكم عليهم بالخرس!
لقد تأخروا في الكلام كثيرا حتى تلاشت أذناه بالكامل!,يقول ذلك الشيخ.
غيرُ منقولْ
(ن.ن)
لقد حاولت أن أتفرسه هذه المرة,وهو يلقي خطابه المحنط,بحماسه المعتاد,غير عابئ بالحشود الساخطة,التي اقتحمت الأرجاء,وهي تهتف بشيء لا يسمعه,ولشدما ارتعت حين وقع بصري على جانبي وجهه,لقد كان الرجل بلا آذان على الإطلاق!,كل ما هناك هو بروز صغير,مسطح ومصمت,ويبدو كما لو أنه أُعد بعناية فائقة كي لا يرْشُح منه شيء أبدا,وإن طال طرقه له!
هنالك ابتعدت مرعوبا,وأنا أتحسس أذنيَّ,ولم يُطمئني سوى همسات ذلك الشيخ الذي جاء على عكازه ليحتج,لقد أسر إلي بأنه كان لذلك الرجل آذان في سالف الزمن,ولكنها ضمرت شيئا فشيئا,حين حكَم أهلَه وحكم عليهم بالخرس!
لقد تأخروا في الكلام كثيرا حتى تلاشت أذناه بالكامل!,يقول ذلك الشيخ.
غيرُ منقولْ
(ن.ن)