cazanova
12-02-2007, 02:32 PM
الســــلام عليكم ..
طريق طويل لا نهاية له .. لا شيء يظهر على إمتداد جانبيه .. الصحراء تحيط بنا من كل إتجاه.
.. كنت مع صديقي احمد في رحلة للذهاب إلى الصحراء للإستمتاع بطبيعتها الخلابة و مناظرها الساحرة إذ أن أحد أصدقائنا يقيم هناك .. أنتهى حوارنا منذ أكثر من ساعة .. لم يبق لنا موضوع إلا و تكلمنا فيه بإسهاب شديد و تفصيل و تمحيص .. قررنا كل شيء عن كل شيء .. ثم أطبق السكون التام .. لم يعد لنا ما نتحدث به .. كان النعاس يغالب أجفاني و بقوة .. طلبت من احمد القيادة بدلا مني لكنه رفض .. إستمريت في القيادة مكرها .. ثم غلبني النعاس فنمت ..
.. ساعة .. ساعتين .. لا أدري تماما .. حلمت بأشياء كثيرة .. فجأة سمعت صوتا يوقظني .. فيق .. فز .. قوم احبي الناس احبات.. كان هذا صوت احمد.
cazanova (بكسل) .. هااااااااااااااااه .. شنو هو شدور ؟
احمد .. وينه الطريق ؟
بدا السؤال غريبا بعض الشيء .. و لكن .. فعلا !! .. أين الطريق ؟ .. إكتشفت أنني و في أثناء نومي شطحت بالسيارة بعيدا عن الطريق .. لم أعد أعرف الإتجاه الذي جئت منه .. أوقفت السيارة مخافة أن أستهلك ما بقي من الوقود .. نظرت إلى احمد طالبا النصح .. أشار علي بالإستماع إلى المذياع .. و حسب رأيه .. كل شيء في وقته حلو ..
cazanova .. أهذا وقته يا مصيبة ؟؟ .. نحن ماشيين في أكبر صحراء في العالم و تقوللي في وقته ؟
احمد .. إسمع لو سمحت .. إنت طلصت الطريق و انت تلقاها .. وقت ما يطلبه المستمعون .. خلينا نسمعو البرنامج و بعدين ساهل .. لو سمحت قليل من هدوء .
cazanova .. مستمعون مستمعون ما علينا .. قوّي شوية خللي نسمعوا.
.. غريب .. محطات المذياع كلها إنقطع إرسالها .. ما المشكلة ؟ .. نزلت من السيارة أنا و حمد و بدأنا في التفكير بعمق .. جادت قريحته بكل الأفكار الغبية و الأغبي و جادت قريحتي بمثل ذلك .. أقبل الليل و نحن في موقعنا نخطط و نبحث عن مخرج لورطتنا .. أمعنّا النظر في جميع الإتجاهات .. علّنا نرى بصيص ضوء يدل على سيارة مارّة بالطريق العام عسانا نهتدي بها لإتجاهه.
.. لم نرى إلا ضوء النجوم .. قررنا أن نبحث عن النجم القطبي بينها .. لا أدري لماذا قررنا ذلك و ما فائدة معرفتنا للشمال أصلا لكننا رجال نلتزم بقراراتنا .. لم نهتدي لإتجاهه هو الآخر .. هذا جزاء الغش في الجغرافيا .. تقاسمنا بعض المأكولات الخفيفة التي جلبناها معنا من طراز سنكرس إقهر الجوع .. إكتشفنا أنها لا تقهر الجوع و لكنه محض كذب لغرض الدعاية فقط .. نمنا بعدها لعله يكون كابوسا نستيقظ منه لنجد أنفسنا في الطريق العام مجددا.
.. لفحت شمس الصباح وجوهنا .. فتحت عيني اليمنى ببطء شديد و أنا أتمنى أن أرى الطريق .. فتحت بعدها اليسرى .. لم يتغير شيء .. صحراء قاحلة من جميع الإتجاهات .. كان احمد مزبهلاّ (إزبهل .. أي أطرق يفكر بعمق شديد .. و تقال أيضا للحائر شديد الحيرة أو السرحان) .. كان حال احمد خليطا من كل ذلك فاستحق لقب مزبهل بجدارة.
احمد .. تعرف يا cazanova .. لم يبقي اللا حل وحيد.
cazanova .. شنهو ؟
احمد .. نصلوا صلاة الإستسقاء !!
cazanova .. صلي على النبي يا راجل .. ما زال في أمل.
.. الأمل هو الكلمة السحرية التي تشد المرء للحياة في عالم تستحيل الحياة فيه بلا أمل .. لاح بعض الغبار في الأفق .. يبدو أنه أحد صيادي الغزلان أو الأرانب في إحدى جولاته الصباحية .. و التي لم يخطر بباله مطلقا أنه سيصطاد فيها بشرا.
عجيب .. غريب .. غير معقول .. وقفت مع احمد في قمة الإزبهلال و كل منا ينافس الآخر في مقدار الإزبهلال المرتسم على محياه .. فالقادم كان مدهشا و بصورة فاقت كل المقاييس !!
كان هناك خمسة فرسان يمتطون صهوات جيادهم و يتجهون صوبنا بسرعة .. كان لباسهم يشبه إلى حد كبير ما نشاهده في المسلسلات التاريخية .. إقتربوا منا لحد كبير و قال أحدهم ..
.. من أنت يا أخا العرب ؟
cazanova .. انا cazanova و هذا احمد صاحبي .. أنت منهو ؟
.. ما معنى "منهو" يا غلام ؟
احمد .. انت افيسد والل تبهلل راصك عود معانا واضح وانقر ديكتك ارانا مافتنا شربنا اتاي اصباح
.. إستل الركب سيوفهم و قالوا بصوت واحد .. إياك أن تتعدى حدودك أيها الأخرق .. ألا تعرف السيد عُقاب رئيس عصابة الفيافي الحمر.
.. تم تحطيم رقم جديد في الازبهلال مني و من احمد في ءان .. هذه المرة كان ازبهلالنا مشوبا بكثير من الخوف و الحذر.
cazanova .. انا ذاهب بصراحة .. وحدة وحدة علينا لو سمحت ما فهمنا شي.
عقاب .. من أي القوم أنتم ؟
احمد .. من اهل القبلة.
عقاب .. لم أسمع بهذه القبيلة من قبل .. يبدو أنكم لستم من هنا .. لباسكم يدل على ذلك.
cazanova.. انتوم من اي الناس؟
عقاب .. نحن لا قوم لنا .. نعيش في مقرنا الواقع في شعاب الجبل .. نقوم ببعض الغارات المتفرقة هنا و هناك لكسب قوت يومنا .. و يبدو أنه يوم سعدنا .. ما هذا الصندوق ؟
احمد .. هذه سيارة ماهي صندوق يا صندوق !!
صهيل (واحد من إللي مانسموهم) .. كلمة أخرى و أجتث لسانك من حلقك .. حاول أن تجعل كلامك خاليا من التبجح و التجريح .. بل و الأخطاء الإملائية إن أمكن .. إياك أن تقدح في الفارس الهمام عقاب !!
.. رأينا غبارا في الأفق البعيد .. كان الغبار هذه المرة لفارس واحد .. إقترب من مكاننا بسرعة .. ظننت لوهلة أنه أبوالحروف فقد كان أسرع من لمح العين .. إلا أنه كان أقصر بقليل من المدة فعرفت أنه ليس أبا الحروف الذي أعرف.
إستل القوم سيوفهم و إتجهوا نحوه بسرعة شديدة و هم يصرخون .. هااااااااااااااااااااااا ااااااااا
.. تمكن الفارس المجهول وحده من القضاء على من حوله من الفرسان و كأنه أدهم صبري في احدى روايات الدكتور نبيل فاروق .. تقدم منا الفارس المنقد .. كان أسمر اللون .. و سيفه مضرج بدماء خصومه .. بادره احمد قائلا ..
.. هذو هوم لعبيد اللي يزو شي ماهم عبيد افريت .
هو (بغضب) .. أنا عنتر بن شداد فارس بني عبس و لست عبدا لأحد .. لقد اشتريت حريتي بسيفي هذا و مستعد لأقطع رأسك دفاعا عنها.
عفوا يا شباب .. أنتم يا من تقرأون الموضوع .. نعم أنتم .. إبحثوا عن كلمة ذات معنى أقوى من الإزبهلال و الحيرة و العجب و الدهشة ثم ضعوها بين القوسين التاليين لتعرفوا شعوري و شعور احمد فأنا شخصيا لم أجد الكلمة المناسبة (....) .. عنتر بن شداد فارس بني عبس !! .. في أي مكان نحن .. بل و في إي زمان؟!!
عنتر .. ما هذا التخريف الذي تتفوهون به .. على العموم يبدو أنكم تائهون في هذه الصحراء .. أنتم ضيوفي الآن .. هلموا فمضارب بني عبس ليست بعيدة من هنا .. و يمكننا تناوب الركوب على فرسي البهلبيل.
رضخنا للأمر الواقع .. فبعد أن ترشحت لمنصب مشرف في المشهد ولم انجح .. لم تعد هكذا مفاجأت لتقتلنا من الدهشة.
cazanova .. لم أعرف أن لك فرسا إسمها البهلبيل .. لا بأس .. كتب التاريخ لا تروي كل التفاصيل .. هيا يا احمد.
احمد.. انا لاهي نمشي في السيارة .. هيا أربط الفرس من تالي و ركّب عنتر بن شداد معانا و خلنا نمشوا بسرعة .. جعان بالك نلحقوا على غداهم.
ركب معنا عنترة .. طبعا تعرفون شعوره عندما قام احمد بتشغيل مكيف السيارة .. وصلنا مضارب بني عبس بسرعة .. إلتف حولنا جمع من رجال القبيلة و نسائها و كل أطفالها بلا إستثناء .. و هم ينظرون لنا كمخلوقات فضائية أو كبعض أهل الجن.
.. أمضينا هناك يومين كاملين معززين مكرمين .. بإستثناء حادثة بسيطة كاد احمد أن يلقى حتفه فيها عندما سولت له نفسه الأمارة بالسوء الإستظراف مع عبلة .. و لولا الوجوه الطيبة لكان في خبر كان .. بعدها بيومين جلسنا مع عنتر في أحد مجالس القوم و سردنا لهم قصتنا كاملة بالتفصيل و الخياطة .. و شرحنا له ما آل إليه الحال ..
عنتر .. معقول .. أَوَصَلَ حال العرب لهذا !!
cazanova .. و أكثر .. ضاعت بلاد الشام و أرض العراق .. و العرب وقفوا متفرجين.
عنتر .. و قد إستل سيفه .. هلموا لنقاتلهم .. هيا بنا.
احمد .. هيي .. الجماعة تحارب بالصواريخ و المدافع و انت ادور تحارب بسيف !!
عنتر .. أي صواريخ و أي مدافع يا هذا .. و الله لأحاربنّهم و لو كان معهم منجنيق !!
cazanova .. إهدأ و إياك أن تتسرع.
عنتر .. و هل يتسرع من يدافع عن شرفه ؟ .. هلموا بنا فلا وقت للرقاد الآن ..
احمد .. هل تعرف شارون ؟
عنتر .. لا .. ما هو شارون .. نوع من الحيوانات ؟
cazanova .. أصبت .. و هو نوع شرس لا يحترم حتى قانون الغاب .. و قد احتل الأرض و هتك العرض.
عنتر .. و أين رجالكم ؟
احمد .. نائمون منذ زمن .. و أظنهم ماتوا .. في إنتظار الجيل الجديد.
عنتر .. هيا بنا إذا .. لن ننتظر صحوة ميت.
.. خوفا من أن ينعث الموضوع بالطويل .. و بما أني لست مستعدا للذهاب مع عنترة للحرب .. فأنا مقتنع جدا جدا جدا ....... جدا جدا بجدوى عملية السلام .. و خارطة الطريق .. و (مبدأ) الأرض مقابل السلام .. و قمة شرم الشيخ .. و إتفاقات أوسلو .وفكرة العدالة والديمقراطية. و ..... لا بأس بموت الشعب الفلسطيني أو غيره .. لا بأس بصهينة القدس .. المهم أن لا نتهم بالإرهاب. !!
.. و بما أن قبيلة بني عبس قررت عدم خوض هذه الحرب كي لا تتهم بالإرهاب هي الأخرى .. فقد قررت تحويل الموضوع بكامله لحلم لا أدري أأصفه بالحلم الجميل أم الكابوس المقيت.
.. على العموم .. من الجيد أنني لم أحضر عنتر إلى عالم الواقع و إلا لتغيرت صفحات التاريخ لتسميه بالإرهابي .. و لذلك .. و لحفظ ماء وجهه و سمعته كفارس شجاع . وكي لا يصنع منه توم هو وجيري نكتتة . فقد قررت إنهاء الموضوع هنا.
وشكرا
دمتم بخير
طريق طويل لا نهاية له .. لا شيء يظهر على إمتداد جانبيه .. الصحراء تحيط بنا من كل إتجاه.
.. كنت مع صديقي احمد في رحلة للذهاب إلى الصحراء للإستمتاع بطبيعتها الخلابة و مناظرها الساحرة إذ أن أحد أصدقائنا يقيم هناك .. أنتهى حوارنا منذ أكثر من ساعة .. لم يبق لنا موضوع إلا و تكلمنا فيه بإسهاب شديد و تفصيل و تمحيص .. قررنا كل شيء عن كل شيء .. ثم أطبق السكون التام .. لم يعد لنا ما نتحدث به .. كان النعاس يغالب أجفاني و بقوة .. طلبت من احمد القيادة بدلا مني لكنه رفض .. إستمريت في القيادة مكرها .. ثم غلبني النعاس فنمت ..
.. ساعة .. ساعتين .. لا أدري تماما .. حلمت بأشياء كثيرة .. فجأة سمعت صوتا يوقظني .. فيق .. فز .. قوم احبي الناس احبات.. كان هذا صوت احمد.
cazanova (بكسل) .. هااااااااااااااااه .. شنو هو شدور ؟
احمد .. وينه الطريق ؟
بدا السؤال غريبا بعض الشيء .. و لكن .. فعلا !! .. أين الطريق ؟ .. إكتشفت أنني و في أثناء نومي شطحت بالسيارة بعيدا عن الطريق .. لم أعد أعرف الإتجاه الذي جئت منه .. أوقفت السيارة مخافة أن أستهلك ما بقي من الوقود .. نظرت إلى احمد طالبا النصح .. أشار علي بالإستماع إلى المذياع .. و حسب رأيه .. كل شيء في وقته حلو ..
cazanova .. أهذا وقته يا مصيبة ؟؟ .. نحن ماشيين في أكبر صحراء في العالم و تقوللي في وقته ؟
احمد .. إسمع لو سمحت .. إنت طلصت الطريق و انت تلقاها .. وقت ما يطلبه المستمعون .. خلينا نسمعو البرنامج و بعدين ساهل .. لو سمحت قليل من هدوء .
cazanova .. مستمعون مستمعون ما علينا .. قوّي شوية خللي نسمعوا.
.. غريب .. محطات المذياع كلها إنقطع إرسالها .. ما المشكلة ؟ .. نزلت من السيارة أنا و حمد و بدأنا في التفكير بعمق .. جادت قريحته بكل الأفكار الغبية و الأغبي و جادت قريحتي بمثل ذلك .. أقبل الليل و نحن في موقعنا نخطط و نبحث عن مخرج لورطتنا .. أمعنّا النظر في جميع الإتجاهات .. علّنا نرى بصيص ضوء يدل على سيارة مارّة بالطريق العام عسانا نهتدي بها لإتجاهه.
.. لم نرى إلا ضوء النجوم .. قررنا أن نبحث عن النجم القطبي بينها .. لا أدري لماذا قررنا ذلك و ما فائدة معرفتنا للشمال أصلا لكننا رجال نلتزم بقراراتنا .. لم نهتدي لإتجاهه هو الآخر .. هذا جزاء الغش في الجغرافيا .. تقاسمنا بعض المأكولات الخفيفة التي جلبناها معنا من طراز سنكرس إقهر الجوع .. إكتشفنا أنها لا تقهر الجوع و لكنه محض كذب لغرض الدعاية فقط .. نمنا بعدها لعله يكون كابوسا نستيقظ منه لنجد أنفسنا في الطريق العام مجددا.
.. لفحت شمس الصباح وجوهنا .. فتحت عيني اليمنى ببطء شديد و أنا أتمنى أن أرى الطريق .. فتحت بعدها اليسرى .. لم يتغير شيء .. صحراء قاحلة من جميع الإتجاهات .. كان احمد مزبهلاّ (إزبهل .. أي أطرق يفكر بعمق شديد .. و تقال أيضا للحائر شديد الحيرة أو السرحان) .. كان حال احمد خليطا من كل ذلك فاستحق لقب مزبهل بجدارة.
احمد .. تعرف يا cazanova .. لم يبقي اللا حل وحيد.
cazanova .. شنهو ؟
احمد .. نصلوا صلاة الإستسقاء !!
cazanova .. صلي على النبي يا راجل .. ما زال في أمل.
.. الأمل هو الكلمة السحرية التي تشد المرء للحياة في عالم تستحيل الحياة فيه بلا أمل .. لاح بعض الغبار في الأفق .. يبدو أنه أحد صيادي الغزلان أو الأرانب في إحدى جولاته الصباحية .. و التي لم يخطر بباله مطلقا أنه سيصطاد فيها بشرا.
عجيب .. غريب .. غير معقول .. وقفت مع احمد في قمة الإزبهلال و كل منا ينافس الآخر في مقدار الإزبهلال المرتسم على محياه .. فالقادم كان مدهشا و بصورة فاقت كل المقاييس !!
كان هناك خمسة فرسان يمتطون صهوات جيادهم و يتجهون صوبنا بسرعة .. كان لباسهم يشبه إلى حد كبير ما نشاهده في المسلسلات التاريخية .. إقتربوا منا لحد كبير و قال أحدهم ..
.. من أنت يا أخا العرب ؟
cazanova .. انا cazanova و هذا احمد صاحبي .. أنت منهو ؟
.. ما معنى "منهو" يا غلام ؟
احمد .. انت افيسد والل تبهلل راصك عود معانا واضح وانقر ديكتك ارانا مافتنا شربنا اتاي اصباح
.. إستل الركب سيوفهم و قالوا بصوت واحد .. إياك أن تتعدى حدودك أيها الأخرق .. ألا تعرف السيد عُقاب رئيس عصابة الفيافي الحمر.
.. تم تحطيم رقم جديد في الازبهلال مني و من احمد في ءان .. هذه المرة كان ازبهلالنا مشوبا بكثير من الخوف و الحذر.
cazanova .. انا ذاهب بصراحة .. وحدة وحدة علينا لو سمحت ما فهمنا شي.
عقاب .. من أي القوم أنتم ؟
احمد .. من اهل القبلة.
عقاب .. لم أسمع بهذه القبيلة من قبل .. يبدو أنكم لستم من هنا .. لباسكم يدل على ذلك.
cazanova.. انتوم من اي الناس؟
عقاب .. نحن لا قوم لنا .. نعيش في مقرنا الواقع في شعاب الجبل .. نقوم ببعض الغارات المتفرقة هنا و هناك لكسب قوت يومنا .. و يبدو أنه يوم سعدنا .. ما هذا الصندوق ؟
احمد .. هذه سيارة ماهي صندوق يا صندوق !!
صهيل (واحد من إللي مانسموهم) .. كلمة أخرى و أجتث لسانك من حلقك .. حاول أن تجعل كلامك خاليا من التبجح و التجريح .. بل و الأخطاء الإملائية إن أمكن .. إياك أن تقدح في الفارس الهمام عقاب !!
.. رأينا غبارا في الأفق البعيد .. كان الغبار هذه المرة لفارس واحد .. إقترب من مكاننا بسرعة .. ظننت لوهلة أنه أبوالحروف فقد كان أسرع من لمح العين .. إلا أنه كان أقصر بقليل من المدة فعرفت أنه ليس أبا الحروف الذي أعرف.
إستل القوم سيوفهم و إتجهوا نحوه بسرعة شديدة و هم يصرخون .. هااااااااااااااااااااااا ااااااااا
.. تمكن الفارس المجهول وحده من القضاء على من حوله من الفرسان و كأنه أدهم صبري في احدى روايات الدكتور نبيل فاروق .. تقدم منا الفارس المنقد .. كان أسمر اللون .. و سيفه مضرج بدماء خصومه .. بادره احمد قائلا ..
.. هذو هوم لعبيد اللي يزو شي ماهم عبيد افريت .
هو (بغضب) .. أنا عنتر بن شداد فارس بني عبس و لست عبدا لأحد .. لقد اشتريت حريتي بسيفي هذا و مستعد لأقطع رأسك دفاعا عنها.
عفوا يا شباب .. أنتم يا من تقرأون الموضوع .. نعم أنتم .. إبحثوا عن كلمة ذات معنى أقوى من الإزبهلال و الحيرة و العجب و الدهشة ثم ضعوها بين القوسين التاليين لتعرفوا شعوري و شعور احمد فأنا شخصيا لم أجد الكلمة المناسبة (....) .. عنتر بن شداد فارس بني عبس !! .. في أي مكان نحن .. بل و في إي زمان؟!!
عنتر .. ما هذا التخريف الذي تتفوهون به .. على العموم يبدو أنكم تائهون في هذه الصحراء .. أنتم ضيوفي الآن .. هلموا فمضارب بني عبس ليست بعيدة من هنا .. و يمكننا تناوب الركوب على فرسي البهلبيل.
رضخنا للأمر الواقع .. فبعد أن ترشحت لمنصب مشرف في المشهد ولم انجح .. لم تعد هكذا مفاجأت لتقتلنا من الدهشة.
cazanova .. لم أعرف أن لك فرسا إسمها البهلبيل .. لا بأس .. كتب التاريخ لا تروي كل التفاصيل .. هيا يا احمد.
احمد.. انا لاهي نمشي في السيارة .. هيا أربط الفرس من تالي و ركّب عنتر بن شداد معانا و خلنا نمشوا بسرعة .. جعان بالك نلحقوا على غداهم.
ركب معنا عنترة .. طبعا تعرفون شعوره عندما قام احمد بتشغيل مكيف السيارة .. وصلنا مضارب بني عبس بسرعة .. إلتف حولنا جمع من رجال القبيلة و نسائها و كل أطفالها بلا إستثناء .. و هم ينظرون لنا كمخلوقات فضائية أو كبعض أهل الجن.
.. أمضينا هناك يومين كاملين معززين مكرمين .. بإستثناء حادثة بسيطة كاد احمد أن يلقى حتفه فيها عندما سولت له نفسه الأمارة بالسوء الإستظراف مع عبلة .. و لولا الوجوه الطيبة لكان في خبر كان .. بعدها بيومين جلسنا مع عنتر في أحد مجالس القوم و سردنا لهم قصتنا كاملة بالتفصيل و الخياطة .. و شرحنا له ما آل إليه الحال ..
عنتر .. معقول .. أَوَصَلَ حال العرب لهذا !!
cazanova .. و أكثر .. ضاعت بلاد الشام و أرض العراق .. و العرب وقفوا متفرجين.
عنتر .. و قد إستل سيفه .. هلموا لنقاتلهم .. هيا بنا.
احمد .. هيي .. الجماعة تحارب بالصواريخ و المدافع و انت ادور تحارب بسيف !!
عنتر .. أي صواريخ و أي مدافع يا هذا .. و الله لأحاربنّهم و لو كان معهم منجنيق !!
cazanova .. إهدأ و إياك أن تتسرع.
عنتر .. و هل يتسرع من يدافع عن شرفه ؟ .. هلموا بنا فلا وقت للرقاد الآن ..
احمد .. هل تعرف شارون ؟
عنتر .. لا .. ما هو شارون .. نوع من الحيوانات ؟
cazanova .. أصبت .. و هو نوع شرس لا يحترم حتى قانون الغاب .. و قد احتل الأرض و هتك العرض.
عنتر .. و أين رجالكم ؟
احمد .. نائمون منذ زمن .. و أظنهم ماتوا .. في إنتظار الجيل الجديد.
عنتر .. هيا بنا إذا .. لن ننتظر صحوة ميت.
.. خوفا من أن ينعث الموضوع بالطويل .. و بما أني لست مستعدا للذهاب مع عنترة للحرب .. فأنا مقتنع جدا جدا جدا ....... جدا جدا بجدوى عملية السلام .. و خارطة الطريق .. و (مبدأ) الأرض مقابل السلام .. و قمة شرم الشيخ .. و إتفاقات أوسلو .وفكرة العدالة والديمقراطية. و ..... لا بأس بموت الشعب الفلسطيني أو غيره .. لا بأس بصهينة القدس .. المهم أن لا نتهم بالإرهاب. !!
.. و بما أن قبيلة بني عبس قررت عدم خوض هذه الحرب كي لا تتهم بالإرهاب هي الأخرى .. فقد قررت تحويل الموضوع بكامله لحلم لا أدري أأصفه بالحلم الجميل أم الكابوس المقيت.
.. على العموم .. من الجيد أنني لم أحضر عنتر إلى عالم الواقع و إلا لتغيرت صفحات التاريخ لتسميه بالإرهابي .. و لذلك .. و لحفظ ماء وجهه و سمعته كفارس شجاع . وكي لا يصنع منه توم هو وجيري نكتتة . فقد قررت إنهاء الموضوع هنا.
وشكرا
دمتم بخير